السبت، 25 يونيو 2016

ما هي احسن وضعيات النوم؟

    النوم ظاهرة حيوية فطرية يمتاز بها الإنسان و الحيوان وربما حتى النبات (انظر مقالنا حول نوم الأشجار). ينقسم اليوم الى فترة يقظة عادة ما تكون في النهار و فترة النوم التي تكون في الليل غالبا.
النوم المبكر شطارة
رسم يحث على النوم المبكر


   أجريت العديد من الدراسات العلمية على ظاهرة النوم، التي بقيت مستعصية على الدراسة العلمية الدقيقة حتى وقت قريب. حيث مكن التطور التقني من اختراع عدة أجهزة لدراسة عمل الجسم على المباشر، مثل جهاز قياس ورسم النشاط الكهربائي الدماغي. بالإضافة إلى طرق التحليل الكيميائي التي سمحت بدورها بالتعرف على مختلف المواد الكيماوية المتواجدة في الدم و قياس تركيزاتها بدقة متناهية.
     النوم ضروري للحياة، هذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان. لكن ما هي مدة النوم اللازمة للإنسان و ما هي أحسن وضعية للنوم؟
     أولا من المتفق عليه أن احتياجات الإنسان من النوم تكون كبيرة عند الرضع ثم تبدأ في التناقص حتى تستقر عند البلوغ (حوالى ثمانية ساعات يوميا) ، مع تناقص طفيف عند الشيخوخة.
     من أهم أسباب الحصول على نوم هانئ مفيد وضعية النوم. نعم وضعية النوم لها تأثير مهم و مباشر على نوم أي منا. و يعتبر النوم على الجانب الأيمن هو الأفضل لأن القلب يكون في الأعلى فيقل عليه الضغط، كما أن الكبد يكون مستقرا على اليمين والمعدة في وضعية مريحة بشرط أن لا تكون ممتلئة بأطعمة ثقيلة الهضم. و لقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنوم على الشق الأيمن (أنظر هنا و هنا و هنا ) كما أن عدة أبحاث حديثة بينت فوائد النوم على الجانب الأيمن منها  دراسة أجراها فريق بحثي أميركي برئاسة العالم المصري المغترب جمال الدين إبراهيم.
      أما أسوأ وضعية للنوم فهي النوم على البطن التي نهانا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و وصفها بأنها ضجعة يبغضها اللهكما جاء في الأثر. و أكدها العلم الحديث حيث أن النوم على البطن قد يتسبب بالموت المفاجئ للأطفال الرضع، بسبب ضيق التنفس التي يحدثه. بالإضافة الى آلام العمود الفقري. 

المصادر:

لمزيد من المعلومات:

photo credit: النـــوم المــبكر شــــطارة via photopin (license)

نشر هذا المقال بالإشتراك مع مدونة ماريسي


الثلاثاء، 14 يونيو 2016

هل تنام الاشجار في الليل

        لقد عرف الإنسان منذ القدم أن الحيوانات تنام مثل الإنسان، لكن ماذا عن النباتات. عندما نتحدث عن نوم النباتات يتبادر الى ذهننا نبات دوار الشمس الذي تتبع أزهاره حركة الشمس و عندما يأتي الليل تتجه نحو الأرض. كما أن بعض النباتات تغلق أزهارها أثناء الليل و لا تفتحها إلا في الصباح. فهل هذا هو نومها ؟ 
         لكن ماذا عن الأشجار هل تنام في الليل؟  هذا ما بحث عنه فريق من الباحثين متعدد الجنسيات (من المجر، النمسا و فنلندا منشور في مجلة Frontiers in Plant Science . لقد قام هؤلاء بقياس وضعية أغصان و أوراق شجرتين من البتولا (Betula pendula) إحداهما متواجدة في النمسا و الأخرى الى الشمال في فنلندا ، و هذا طول الليل.
           لقد تمت القياسات بماسح ضوئي يعمل على ليزر بالأشعة تحت الحمراء بدلا من تصويرهما بالضوء المرءي، لكي لا يؤثر الضوء على الاشجار. تمت التجربة خلال ليالي هادئة بدون رياح و عند فترة تعادل الليل و النهار. بعد دراسة القياسات التي كانت متطابقة في كلا التجربتين النمساوية و الفنلنديةتبين أن أغصان هذه النوع من الشجر تنخفض في الليل ب 10 سم عما تكون عليه خلال النهار
         هناك عدة تساؤلات ستطرح نفسها ، أولا هل يمكن أن نسمي هذا نوما؟ ثم كيف نفسر هذه الظاهرة :
   - هل هناك ساعة داخلية طبيعية تحدد للنبات قوة نشاطه الحيوي لكل فترة من اليوم، مثل الإنسان؟
  
  - هل الأمر بكل بساطة مرتبط بضغط الماء المتواجد داخل خلايا هذه الأشجار، و الذي ينخفض أثناء الليل تبعا لتوقف التمثيل الضوئي، مما يؤدي الى انتكاس الاغصان؟

                       هذا سيكون طبعا موضوع أبحاث قادمة.

  نشر هذا المقال بالإشتراك  مع  مدونة ماريسي.

الجمعة، 3 يونيو 2016

نهر الصحراء الكبرى العملاق

       عند مشاهدة النقوش و الرسومات الصخرية القديمة المتواجدة في مختلف مناطق الصحراء الكبرى ، أول ما يلفت انتباهك تنوع الحيوانات المرسومة و تواجد حيوانات تعيش حاليا في مناطق رطبة. فيتبادر إلى ذهنك السؤال التالي: لماذا رسمت هذه الحيوانات على صخور هذه الصحراء القاحلة؟
الصحراء(license)

كثبان رملية بالصحراء


    أعلم يا سيدي بأن البشر الذين خلفوا تلك الرسوم لم يكونوا أغبياء ، لقد رسموا الحيوانات التي كانت تقاسمهم البراري التي كانوا يعيشون فيها و يقتاتون منها. هذا ما يعطينا الدليل على أن الصحراء الكبرى لم تكن دوما أرضا قاحلة. بل على العكس من ذلك، لقد كانت في بعض المراحل من تاريخها جنات خضراء مليئة بالأنهار.
      مع التقدم التقني الهائل الذي عرفته البشرية خلال القرن العشرين و بداية القرن الواحد و العشرين، توفرت للباحثين وسائل تقنية متطورة سمحت لهم بسبر مساحات واسعة من اليابس و أعماق البحار و المحيطات و الكشف عن ما تخبؤه الكثبان الرملية المترامية و السهول الصحراوية الشاسعة المغطاة بالحصى و الحجارة.
بدأ العلماء منذ حوالى خمسة عشر سنة بالشك في وجود نهر قديم ينطلق من غرب الصحراء الكبرى و يصب في المحيط الأطلسي ( سمي فيما بعد نهر تمنراست القديم ). من الأدلة على وجود هذا النهر القديم الخندق العملاق المكتشف حديثا في المحيط الأطلسي قبالة السواحل الموريتانية و الذي يبدأ عند الساحل و يمتد لمسافة في المحيط، و بعد دراسة الطمي الموجود به تبين أنه ناتج عن مصب نهر كبير لفترة طويلة. كما أن صور الاستشعار عن بعد طريق الأقمار الصناعية التي مكنت العلماء من دراسة الطبقات الجيولوجية المتواجدة حتى عدة أمتار تحت سطح الأرض ، سمحت بالكشف عن تواجد شبكة هيدروغرافية عملاقة تمتد لأكثر من 500 كلم بعيدا داخل الصحراء. و ما أكد هذه الشكوك هي تقابل مصب هذه الشبكة مع الخندق العملاق المذكور سابقا.
بعد دراسة جميع المعطيات المتوفرة، إقترح العلماء وجود نهر عملاق قديم كان يمتد من جبال الهقار شرقا في إتجاه الغرب على مسار واد تمنراست الحالي. ثم يلتقي برافد آخر ينطلق من السفوح الجنوبية للأطلس الصحراوي ليشكلا نهر عملاق يصب في المحيط الأطلسي.
     إن الهدف من هذه الدراسة ليس فقط معرفة التاريخ المناخي للمنطقة الغربية من الصحراء الكبرى  بل معرفة أماكن تواجد الخزانات المائية الكبرى في المنطقة.

المراجع:
photo credit: Dune via photopin (license)