الجمعة، 23 أكتوبر 2020

طريقة سهلة لكتابة قصة قصيرة

      يجد الكثير من الأطفال و الكبار أيضا! صعوبة في كتابة قصص قصيرة حتى و لو كانت فاشلة. الصعوبة لا تكمن عادة في كتابة الكلمات و الجمل الملائمة. لكنها – حسب تجربتي المتواضعة – تكمن في إيجاد موضوع أصيل للقصة القصيرة المراد كتابتها، كما يصعب عادة إيجاد بطل ملائم لهذه القصة، مع تحديد أوصافه و طباعه.

يجب التأكيد على أن المطالعة المستمرة للكتب الأدبية ذات الجودة العالية هي التي تثري الحصيلة اللغوية للكاتب و تحسن أسلوبه كما تمكنه من كتابة نصوص فصيحة و جيدة.

 

قلم و كراس للكتابة

      تتكون هذه الطريقة البسيطة و المجربة من أربع مراحل أساسية:

 1- تكوين بنك للعناصر الأساسية الأربعة للقصة القصيرة:

أولا يجب أن أحدد العناصر الأساسية الأربعة، و هي:

- الموضوع: هي الفكرة الأساسية التي تدور حولها القصة.

- الشخصية الرئيسية: هي بطلة القصة و محورها.

- المكان: يحدد المكان الذي تدور فيه أغلب أحداث القصة.

- الزمان: يحدد زمن القصة.

تتمل الطريقة التي جربتها لاستنباط العناصر الأساسية الأربعة للقصة القصيرة على و تكوين بنك من الأفكار في ما يلي :

- يتم قص عدد من الأوراق إلى عدد كبير من القصاصات الورقية، و تقسم إلى أربع مجموعات.

- يقوم الطفل أو مجموعة الأطفال بعملية عصف ذهني ( العصف الذهني هو عملية يترك فيها العقل يبحث بحرية عن الأفكار أو الكلمات،…) لاقتراح مواضيع للقصة، يتم كتابة المواضيع المتحصل عليها بالتوالي على القصاصات الورقية حتى تنفذ الأفكار. ثم تجرى بعد ذلك نفس العملية بالنسبة للشخصية الرئيسية، مكان القصة و زمنها، ثم تطوى كل القصاصات.

    هذه العملية تجرى مرة واحدة فقط ثم تحفظ القصاصات كل مجموعة على حدة و تستعمل في كل مرة يراد فيها كتابة قصة جديدة، مع الملاحظة أنه يمكن إضافة قصاصات أخرى للمجموعات الأربع كلما ظهرت أفكار جديدة.

2- سحب فكرة القصة و عناصرها:

   عندما يراد كتابة قصة قصيرة يقوم الكاتب بسحب قصاصة من كل مجموعة و يكتب ما فيها بالترتيب على على ورقة: الموضوع ثم الشخصية الرئيسية ثم المكان و أخيرا الزمان. تسمح هذه الطريقة بكتابة عدد كبير جدا من القصص القصيرة.

    تمكن هذه الطريقة المعلمين و الأساتذة بالتأكد من أن القصة المقدمة من طرف التلاميذ و الطلاب في المسابقات الأدبية، هي قصص حصرية و ليست محملة أو منسوخة من الأنترنت!

3- إعداد الخريطة الذهنية للقصة:

    بعدما تحدد العناصر الأربعة للقصة، يشرع في المرحلة الثالثة و هي إنجاز الخريطة الذهنية للقصة. و هي عبارة عن رسم على ورقة بيضاء عادية، حيث يكتب موضوع القصة في وسط الصفحة بلون و يرسم حوله مستطيل. تخرج من المستطيل أربع تفرعات كل واحدة منها بلون مختلف و يتصل كل منها بدائرة .

   الدائرة الأولى يكتب فيها الشخصية الرئيسية المتحصل عليها من السحب و الثانية المكان و الثالثة الزمان ، أما الدائرة الرابعة فتكتب فيها كلمة القصة.

   تكتب حول دائرة الشخصية الرئيسية كل الصفات الممكنة التي يمكن أن تتصف به هذه الشخصية، و تربط كل صفة بخط مستقيم مع الدائرة. يفعل نفس الشيء مع دائرتي المكان و الزمان. أما دائرة القصة فتكتب حولها مختلف أقسام القصة مثل البداية، العقدة أو الحبكة ثم نهاية القصة، مع إمكانية تقسيم كل من هذه الأقسام إلى عنصرين أو ثلاثة و ربما أكثر.

4- كتابة القصة:

    عند الانتهاء من إعداد الخريطة الذهنية للقصة نكون قد أنهينا التحضيرات اللازمة لكتابة القصة. أقترح على الكتاب المبتدئين استعمال طريقة كرة الثلج. لا تخف! فهذه الطريقة بسيطة و تمكنك من تحسين و تصحيح و إطالة قصتك مثل كرة الثلج التي تبدأ صغيرة ثم تكبر شيئا فشيئا.

    يضع الكاتب الخريطة الذهنية المنجزة أمامه، و يشرع في الكتابة. لتسهيل العملية يقوم بكتابة القصة على ثلاث مراحل منفصلة و متتالية، لأن في كل مرة يعيد كتابتها تظهر له أخطاء و عيوب لم يرها في المرات السابقة.

المرحلة الأولى:

    يتم كتابة المسودة الأولى للقصة باتباع أقسام القصة التي دونها في الخريطة الذهنية، مع استعمال بعض المعلومات التي دونها في الخريطة الذهنية. مع مراعاة عدم الإطالة. لا تهتم في هذه المرحلة بالأخطاء النحوية و النحوية.

المرحلة الثانية:

    تترك المسودة لعدة أيام ثم يرجع إليها مرة ثانية. يقوم الكاتب بكتابة القصة للمرة الثانية بالاعتماد على المسودة الأولى و الخريطة الذهنية. في هذه المرة يقوم بتوسيع القصة و تحسين الأسلوب مع تصحيح الأخطاء اللغوية الظاهرة.

المرحلة الثالثة:

    هنا يبدأ الكاتب بكتابة القصة للمرة الثالثة بالاعتماد على النسخة الثانية. حيث يتم توسيعها للمرة الثانية مع التدقيق في سير أحداث القصة و لغتها و تصحيح ما يراه خاطئا.

    يمكن إعادة كتابة القصة مرات عديدة حتى يرضى عنها الكاتب، تأكد من تصحيحها باستعمال المصحح اللغوي المدمج مع برنامج الكتابة بالحاسوب. بعد الانتهاء من كتابتها ينصح أن تعرض قبل نشرها على مراجع لغوي أو ربما صديق كثير المطالعة أو أستاذك لكي يصحح الأخطاء التي لم تنتبه إليها و يعطيك رأيه، فأربعه أعين خير من اثنتان.

       لا تخف من الكتابة و لا تتعجل في النشر، أكتب ثم أعد الكتابة مرات عدة.


                      و بالتوفيق إنشاء الله.

 


هناك تعليق واحد: