الأحد، 1 مايو 2016

كيف نحصل على الماء من الضباب

تعاني الكثير من الدول و المناطق في العالم من شح مزمن في المياه، خاصة المياه النقية الصالحة للشرب. المنطقة العربية من أكثر الأقاليم نقصا في المياه لكن للأسف يبدوا أننا لازلنا نحن و حكامنا لم نع خطورة الموقف على وجودنا، و لا زلنا نبذر و نلوث مصادر المياه القليلة التي نملكها. بينما الشعوب الأخرى تدرس قضية نقص المياه في المستقبل القريب و البعيد بطرق علمية موضوعية ، لكن حكامنا و مثقفينا” (بالمناسبة أنا لا أأمن بوجود مثقفين حقيقيين بيننا) لا زالوا يلقون باللوم كعادتهم على الآخرين ، نظرية المؤامرة هي مهرب الفاشلين.
      و حتى لا نبقى ننعي حظنا السيئ، يجب علينا نحن المواطنين البسطاء أخذ يد المبادرة و الاتكال على النفس. لهذا يجب أن نعرف مختلف الطرق للحصول على المياه و المحافظة عليها.
      في هذا السياق سأتكلم في هذه ألتدوينه عن طريقة مجربة و ناجحة لجمع المياه من الضباب و الرطوبة العالقة في الهواء. لكن قبل ذلك سأشير إلى بعض المخلوقات التي تستطيع الاستفادة من الموارد المائية القليلة في الصحاري.
1- مخلوقات تجمع المياه بكفاءة:
       يجب الإشارة أولا إلى أن المخلوقات الحية من نباتات و حيوانات قد سبقتنا منذ آلاف السنين و ربما الملايين، في استغلال الرطوبة العالقة في الهواء كمصدر للمياه.
الخنفساء الناميبية: أشهر الحيوانات الجامعة للماء من الهواء على الإطلاق هي الخنفساء الناميبية (اسمها العلمي Stenocara gracilipes).تعيش هذه الحشرة في صحراء ناميبيا القاحلة و تجمع الماء من الهواء عن طريق الصعود في الصباح الباكر إلى أعلى الكثبان الرملية ، ثم تقف في مواجهة نسيم المحيط المشبع بالرطوبة و تفتح جناحيها. فيتكتف بخار الماء على جناحيها ، فتخفض رأسها لتنزلق قطرات الماء المتكتف على ظهرها حتى تصل إلى فمها فتشربه.
الروند الفلسطيني (Rheum palaestinum ) : يتميز هذا النبات الذي ينموا في صحاري فلسطين و الأردن، بأوراق دائرية كبيرة. تقوم هذه الأوراق عن طريق سطحها الشمعي و عروقها الغائرة بجمع مياه الأمطار القليلة و توجيهها نحو التربة المحيطة بالجذور.يسمح هذا النظام للنبتة تضاعف كمية المياه التي تحصل عليها من الأمطار بستة عشر (16) مرة. تشير بعض الآثار المتواجدة إلى أن الأنباط قد يكونوا استعملوا هذه التقنية لتجميع المياه في القديم.
نبات تيلاندسيا (Tillandsia ) : أو كما يسمى النبات الهوائي. هو نبات لا جذور له و إن و جدت فهي للتشبث. يمتص هذا النبات الماء و الأملاح المعدنية من الأمطار و الضباب و بخار الماء العالق في الهواء.
2- تقنيات استخراج الماء الشروب من الهواء: 
        لقد قام الإنسان منذ القدم باستخراج المياه من الضباب وحتى و لو كانت بكميات قليلة. لكن التقنية المطورة في عصرنا الحالي أعطت نتائج مرضية. لقد بدأت التجربة قبل ثلاثة عقود من حيث قامت منظمة غير حكومية هيفوغ كويستfogquest بإنجاز أول مشروع لجمع الماء من الضباب في جبال الأنديز ب الشيلي حيث نجحت التجربة بعد تعديلات.التجهيزات غير مكلفة و تتمثل في شبكات بلاستيكية أو معدنية ممدودة بين عمودين في مواجهة رياح البحر مع نظام لتخزين المياه .
      بعد نجاحها انتشرت محطات جمع المياه من الضباب و الهواء في عدة دول منها : البيرو ، الإكوادور ، ناميبيا، كندا، نيبال. و من الدول العربية اليمن و المغرب. كما يجدر التنويه الى أن هناك عدة إختراعات قيد التطوير لتوليد الماء من الهواء.


نشرت هذه التدوينة  بمشاركة مدونة ماريسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق